صحة الجسم
الامراض المزمنة وتأثيرها على صحة الفم
![]() |
الامراض المزمنة وتأثيرها على صحة الفم |
تؤكد الدراسات الطبية الحديثة على أن صحة الفم والأسنان تلعب دور غير مباشر في صحة وسلامة القلب .
حيث أن الإرتباط بينهما ظرفي مرهون بعدة عوامل .
فمن المعروف أن الأشخاص الذين يداومون على تنظيف أسنانهم بالفرشاة وخيط الأسنان ، يتمتعون بصحة عامة أفضل ، كما تنخفض لديهم إحتماليات الإصابة بأمراض اللثة ، ولاسيما إلتهاب اللثة .
ومن ناحية أخرى فإن بعض الأمراض القلبية كقصور الشريان التاجي قد يرتبط ظهورها في بعض الأحيان بوجود بؤر إلتهابية بالجسم ، والتي منها بالطبع إلتهابات اللثة ، ولاسيما الإلتهابات المزمنة التي تقترن بوجود خراج أو تقيحات صديدية .
أيضا وعلى نفس السياق ، فقد ثبت أن وجود نشاط بكتيري بالفم يمكن أن يتسبب في إنتقال العدوى عبر الدم وصولا إلى القلب ، مسببا تلف في صمامات القلب أو الإصابة بإلتهاب شغاف القلب ( الغشاء الداخلي المبطن لعضلة القلب ) .
لكن يجدر بنا الإشارة إلى ضرورة وجود العامل الجيني للمرض داخل جسم المريض كي تحدث الإصابة .
كذلك ترتبط مشكلات القلب الصحية بالعادات السيئة التي قد ينتهجها البعض في حياته ، فلو إتخذنا من التدخين مثالا توضيحيا .
لايخفى بالطبع التأثير السلبي للتدخين على القلب وكونه سببا في إلإصابه بالعديد من المشكلات الصحية التي تؤثر على القدرة الوظيفية لعضلة القلب ، أيضا فإن المدخنين هم أكثر الناس عرضة لأمراض الفم والأسنان ، نتيجة لإهمالهم نظافة الفم والأسنان .
مما يؤدي إلى ترسب طبقات جيرية على طبقة المينا الخارجية للأسنان ، مما يفتح المجال للإصابة بإلتهابات اللثة وتسوس الأسنان ، ناهيك عن زيادة إحتمالية التعرض لسرطان اللثة بفعل المكونات الضارة التي قد تتواجد بالسجائر ومثيلاتها .
أما على صعيد مرض السكري ، فمن الملاحظ أن هذا المرض عادة ما يكون سببا في جفاف الفم ونقص إفراز اللعاب ، فضلا عن ضعف اللثة وزيادة فرص إصابتها بالنزيف والإلتهاب ، كذلك قد يكون السكري مسئولا عن زيادة النشاط الفطري والبكتيري بتجويف الفم ، مما يزيد من فرص الإصابة بتسوس الأسنان وإلتهاب الفم القلاعي .
نصائح للحد من تأثير الامراض المزمنة على صحة الفم
وعموما للحد من تأثيرات الأمراض المزمنة على صحة وسلامة الفم والأسنان ، ينصح بإتباع النصائح والتعليمات التالية:
1. إتباع نظام غذائي صحي يتضمن الحد قدر المستطاع من السكريات والكربوهيدرات ، مع التركيز على البروتينات ( اللحوم ، الأسماك ، منتجات الألبان ، البيض .. إلخ ) ، بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح ( الفواكه والخضروات الطازجة ) .
2. إتباع نظام غذائي صحي يهدف إلى الحفاظ على وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية ، حيث تعتبر السمنة المفرطة البوابة الذهبية التي تنشأ من خلالها معظم الأمراض المزمنة التي تحمل تاثيرات سلبية فيما يتعلق بصحة وسلامة الفم والأسنان .
3. الإقلاع تماما عن التدخين ، وعدم التواجد قرب المدخنين ولاسيما في الأماكن المغلقة أو سيئة التهوية ، وذلك لتجنب التعرض للتدخين السلبي .
4. قياس ضغط الدم ونسبة السكر على نحو دوري منتظم ، مع سرعة البحث عن مشورة طبية متخصصة في حالة وجود نتائج خارج المعدلات الطبيعية أو المعتادة .
5. ممارسة بعض التمرينات الرياضية ( المشي ، الجري ، السباحة ، الكارديو .. إلخ ) .
6. ينبغي على مرضى السكري زيارة طبيب الأسنان على نحو دوري منتظم بغرض الوقاية والإطمئنان على صحة الفم والأسنان ، وهو ما يسري كذلك على مرضي القلب والأوعية الدموية .